المقارنة قاتلة الأحلام

المقارنة
حامل للشهادة العليا سيارة فخمة ووظيفة مرموقة وألبسة غالية، شقة في حي راقٍ وزوجة يحسده عليها الطير والأرض والشجر والجدران، وحتى قطرات الماء حين تغتسل من العرق، وهو يَحسدُه كل من  نظر إليه وهو فاقد للنعم التي أعطاه الله من مال وعمل وجمال وكل شيئ..
هدا ماتراه أعينهم لكن ماخفي أعظم فهو لا يحب تلك الوظيفة، لكنه مُجبَر عليها لأجل مكانته، والمال الدي  إعتاد  أن يحصل عليه شهريا، وبعد مدة من العمر أصبح للبنوك مديون لأن حياته جحيم يعتقد أن المال سعادته فبدأ يفعل المستحيل ليكسب أكثر ينصب يسرق يرشي ويرتشي وهامل لزوجته وبيته وينام ليلا بعد صراخ وعتاب من زوجته وخصام، وهُمْ مفترقان عاطفيا و نفسيا لكن يجمعهم السكن وورقة مختوم عليها أنهما  زوجين، لكي يتفادوْ كلام الناس وضحكهم عليهم، سعادتهم مجرد مظهر...
وفي الجانب الآخر؛ رجل لا شيئ يكسبه هندام عادي  انسان متقل بهموم بوزن الجبال، شاكر حامد مبتسم للحياة لايبالي مجتهد يثمنى يوما يفتح له في باب الأمل فيتحسن حاله... لكن راض عن عِيشته..
له زوجة ليست بداك الجمال لكن قلبها رحيم  على زوجها همُّها أن تنسيه مرارة الأيام ببسمتها حين يعود مساء من تعب يوم طويل، تنظف المفرش و تُجهز العشاء وتجهز نفسها كأنها عروس جديدة كل يوم فيسر داك الحزين حين تبشره زوجته بجمالها جوهرا ومظهرا وحين يختم يومه بركعات لخالقه يرتجي رحمته ويشكره على نعمه يغط في نوم كأنه ماعاش يوما قاسيا ولا صعبا.
هنا عزيز القارئ أحب أن أوصل إليك رسالتي أنك إن تجاهلت مع أنعم الله عليه وأغرقت نفسك في مقارنات نواقصك مع ظواهر  ما ظهر لك  عند الغير ستخسر وتندم وتفقد الراحة في داخلك حتى تتصالح مع داتك ونفسك أو تموت من قهرك.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

زجل مغربي بعنوان : الـحُـــــبْ

زجل مغربي بعنوان :زين بلادي

زجل مغربي الموت