الخرافة
كنت أعتقد منذ فترة أن إنتشار الخرافات على المواقع الإجتماعية سببه الأنترنت وعصر المعلومات السريعه
لكن بالعودة للأصل فقد وجدت أن الخرافة هي موجودة منذ القدم فأحيانا نجدها منتشرة على ألسنة البعض بما يسمى حكم زمان أو قصص الأجداد وبعضها أصبح شيئا أكيدا ومرصخا في ثقافتنا العربية بإختلاف أنواعها...
وتساؤلت كثيرا سببها وحملت مسؤوليتها لجهل قائلها لكن للأسف الجاهل الحقيقي هم متناقلوها دون تيقن أو بحث أو محاولة التأكد من المعلومة هنا يظهر عجزنا أننا لا نريد أن نشغل عقولنا في البحث نريد معلومات جاهزة بنقرة واحدة نشاركها دون إثبات صحتها من كدبها
ومن هذا المنطلق يظهر جليا بأن المصيبة ليست فقط في الخرافة وتناقلها لكن الكارثة وجود العقل في وضع السكون الدائم إتجاه العِلم والتَّعلم، فكيف سنظهر عظمة ديننا ورقي اخلاقنا وروعة رسالة الإسلام بمضمونها ونحن نُسلم لأي شيء يرسل لنا فلو كان لك جارٌ و أرسل لك طعاما فهل ستأكله دون أن تعلم نوع الوجبة... ؟طبعا.... لا!
هدا دليل آخر أننا نخاف من تسمم الجسد وننسى العقل وهو مشغل الجسد والنعمة الوحيدة التي تفرق بيننا وبين بقية المخلوقات، أستغرب حقا دائما لما وصلنا له في وقتنا من تفاهة الرأي وسطحية الفكر فنحن فقط ننسخ ونلصق ونُرسل رغم أننا أمة إقرأ لكن لا نعمل بها فقط نتّبع المتبوع دون أن ندري الرسالة ولا الغرض منها، فالجاهل حقا يفعل في نفسه ما لايفعل فيه عدوه... لهذا نجد البعض بسبب منشور مجهول المصدر لا يأكل أكلة معينة لأنه رأى صورة معدلة لشخص أو معلومة فأيقن بأن دلك حقيقي وبدأ هو أيضا بتداولها بتلقائية ليُظهر مدى وعيه وثقافته وقد سمعت عديد الكلام عن قصص ومعلومات وغيره من أشخاص في الواقع يتكلمون بلسان العلم وكل كلامهم فقط منشورات حفرت في عقولهم فبدأ يصدرونها للجميع بدون وعي..
مادمنا نترك عقولنا في العراء دون حصن ولا تصفية للمعلومات، ومادمنا نأخد أغلب معلوماتنا من صفحات فيسبوكية وكلام الأجداد دون عِلم فستظل الخرافة تنتشر بيننا إلى أن نُثقف أنفسنا ونعلم أن عقولنا أهم مافي حياتنا
فالمال يوضع في بنك أو خزانة
والأكل يوضع في الثلاجة
وباب البيت يقفل بالمفتاح
والسيارة نضع لها جهاز إندار
والشركات تحرس بالكاميرات
وللأسف ننسى العقل الدي يصنع المال ويخترع الثلاجة ويدكرك بقفل الباب بالمفتاح ... ونتركه إلى أن يتصدأ بالتفاهات فنصبح أضحوكة للعالم، دون أن ندري.
تعليقات
إرسال تعليق